2009/04/14

بين أروى وأروى

           ديكور وخلفيات: مشهد ليلي داخلي,بيت الموروث الشعبي,أروى عثمان تلملم باقي أشياء المؤتمر الصحفي الأخير في بيت الموروث الشعبي,تجمع الكراسي,ترتب القاعة,تجمع الأوراق المبعثرة,وفي التفاته سريعة على القاعة نمى فيها حنين لجولة أخيره بين زواريب بيت الموروث وبين مقتنياته.

          شرعت تدلف بين زواريب البيت العتيق وكلها خوف من فأر أو فأره تترصد بين الزوايا ينهش ما جمعته من بقايا تاريخ الكل زهد فيه وزهد في الحفاظ عليه ،واختلطت دموع أروى بالضحكات هذه جرة أم محمد من يريم وتتذكر ضاحكه كيف كان لقائها بها وكيف أهدتها إياها وتتسع الابتسامة حين تلحظ حلي أم عبده من بيت الفقيه التي أهدتها لها بعد عزيمة غداء في بيتها المتواضع في بيت أم فقيه على ما تسميه,وتتدحرج دمعه من بين عينيها حتى تكبر وتكبر وتجش أروى بالبكاء..وبزاوية عينيها الدامعة تلحظ ثوب أحضرته من حجه على ذيله تجمع الغبار ليخفي معالم جمال ذيله فقامت له لتنفض الغبار عنه

وحين شرعت بالنفض خرج صوت من ثناياه:أي أي أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأي...

( تنتفض أروى فزعه بعيداً عن الثوب وبتمتمة يختلط فيها الشجاعة بالخوف): من من .. من هذا؟

فيخرج خيال من بين ثنايا الثوب ، امرأة جميله ممسكه برأسها متقطبة الملامح , ما لش يا مره ليش بتضربيني جعلش ضربه!!!

أروى عثمان: (فزعه) من أنتِ؟!

الخيال:أنا أروى الصليحي .

أروى عثمان : (بخوف بالغ): من؟!

أروى الصليحي: (بحده) ما لش إصتنجتي يا مره؟! قلتلش أروى الصليحي هه.

أروى عثمان:(بدهشه) لا بس ... ضربتين بالرأس توجع

أروى الصليحي: (مستعجبة) ضربتين إيش يا مره؟ أنا ما ضربتش!!!

أروى عثمان: (تاركة مكانها وبذهول) بنفس اليوم الذي أعلن فيه إغلاق بيت الموروث يخرج لي خيال أروى الصليحي

أروى الصليحي: ( بمزيد من الحدة) جعلش ضربه,تغلقي بيتي وبيتش!!!

أروى عثمان: (جلست بأحد الزوايا وأجهشت بالبكاء مره أخرى) ليس بيدي... خذلوني.. خذلوني..

أروى الصليحي: (بحنان بالغ) من هم؟؟

أروى عثمان: (باكية) أفنيت عمري وأنا أجمع التراث قطعه من هنا وقطعه من هناك كقطع الأحجية التي تبحث عن حل وعندما وجدت الحل أضاعوه مني بل أساءوا له  ولي...

أروى الصليحي: (تضحك مقهقهه وتربت على كتفها) تعالي تعالي يا هبله صدق من قال النسوان بنص عقل, تصدقي حكايتش من جيز حكايتي أنا لما إستلمت الإماره بعد زوجي الكل قال مره وبنص عقل ما حتعمل ولما قويت الدولة وصار لها سمعه وهيبة الكل بيكسر فيها حتى ضاعت وضاعوا بعدها، حسبوا إن المره بتضيعهم أتاري أنصاف العقول هي إلي ضيعتهم..

وتشير بيدها إشارة تخرج منها أنجم وإضاءة قويه وتصرخ أروى الصليحي قوموا  وإذا بأرجاء المتحف تنفض وتخرج منه خيالات النساء  وأطفال ورجال من كل شكل وجنس ولون يقتربون ويقتربون حتى يتحلقو حول أروى عثمان وأروى الصليحي..

أروى الصليحي: لا تخافي يا أختي كل تاريخ اليمن معش والكل حولش ، ان كان هم خذلوش فنحن عزش وسندش لا تيأسي باقي باب ما دقيتيه ومازال معتصم في الصدور فصرخي يا أختي وااااااا ترااااااثااااااااه

أروى عثمان: (بين ضحك وخوف) ولا كأني بليلة ألف ليله وليله..

أروى الصليحي: (تقف وتخاطب أروى عثمان) إن كان التراث حيضيع من أنصاف العقول فلا تخافي فالتراث باقي في الصدور والعقول الكاملة ونحن معش وحولش ولو جا يوم ونسوه فسيأتي يوم ويتذكروه...

أروى عثمان: تبلع دموعها وتشع ابتسامة جميله من ثنايا فمها.

وكانت ليلة.....

2009/04/12

كأس نسيانك

بعد ليلة هجرٍ بارده
أخرجت خمرتي خمرتي من زواياك المظلمة
وعتقتها بكل مشاعري نحوك
كرهك-حبك
قبحك-جمالك
مرارة هجرك-حلو لقائك
شذى عطرك-طعم أنفاسك
ضلمة غضبك-غروب فراقك
وسكبت كأساً
ورفعت نخبك بين عيني
وتمتمت بصحتك ياهاجره
وبجرعة واحدة أنهيتها
ومسحت بحركة سريعة بقايا الشراب
من على شفاهي بكمي
فستغربت الخط الأحمر الذي رسم على كمي
فأسرعت نحو المرآة
فوجت بقايا أحمر شفاهك
يخاطبني
صدقاً أنت حبيبي
وحقاً أنا آسفه

2009/04/11

صنعاء مدينة مغلقة

صنعاء مدينة مغلقة
صنعاء مدينه
ليست كباقي المدن
إنها مدينة مغلقة
أغلقها المارد
وأضاع مفتاحها بين أوراق المستقبل
******
مباني صنعاء
يكسوها النحول
تشكو فقر الدم
وحواريها غارقة في الذبول
تحتاج للمسة حنان وأمان
******
المارد أسكن صنعاء دوده
ينخر مفاصلها تارة
ويأجرها للغير تارة أخرى
يأكل أوراقها
يستوطن براعمها
يمنعها لذة الحياة
ولكن سيداتي سادتي
سيأتي يوم ويتشرنق الدود
ليبزغ فجر الشرانق
وتحلق بالسماء فراشات الأمل

العلا

ماخراً عباب البحر
يبتغي الأفقا
ماضياً نحو العلا
باغياً سبقا
راكباً سفين العلم
يرتجي لألقى
زارعاً زهور الغد
آملاً مستقبلاً عبقا
فيا رب هب لي منك
إيماناً
يقيناً
ولذنوبي يا رب مغفرةً وعتقا